دبي - العربية
في
الوقت الذي هدد فيه العرب والفلسطينيون برفض الدخول في مفاوضات غير
المباشرة مع إسرائيل، أثارت خطط الاستيطان في مدينة القدس الشرقية تهديدات
بتقسيم حكومة رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
اعلن وزير الزراعة الاسرائيلي شالوم سمحون الخميس 11-3-2010 ان حزب العمل
الذي ينتمي اليه بات عليه ان يفكر في الانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي
يترأسه نتنياهو.
وقال سمحون ان "حزب العمل بات يجد صعوبات متزايدة في المشاركة في الائتلاف
الحكومي الذي انضموا اليه من اجل اعادة اطلاق عملية السلام مع
الفلسطينيين".
وأضاف أن "غضب بايدن مبرر. لقد ارتكبت (إسرائيل) خطأ فادحا وهناك ثمن لا
بد من دفعه. لقد بات من الصعب أكثر فأكثر بالنسبة الينا نحن اعضاء حزب
العمل ان نستمر في هذه الحكومة".
وتأتي هذه التصريحات اثر قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء 1600 وحدة
استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة وهو ما يهدد بتقويض انطلاقة
المفاوضات غير المباشرة التي وافق الفلسطينيون على اجرائها مع اسرائيل
وذلك في خضم زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى اسرائيل والاراضي
الفلسطينية.
|
العرب يهددون من جانبها، اعتبرت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية عقب اجتماعها مساء الاربعاء في القاهرة ان اجراء مباحثات بين اسرائيل والفلسطينيين "تعتبر غير ذات موضوع" اثر اعلان الحكومة الاسرائيلية موافقتها على بناء مئات المساكن الجديدة في مستوطنة بالقدس الشرقية.
وأوضحت لجنة المتابعة العربية في بيان عقب اجتماع طارىء لمندوبي اعضائها الـ13 انه "في حالة عدم وقف الاجراءات الاسرائيلية فوريا والتي تعمل على تغيير التركيبة السكانية والتشكيل الجغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وعدم سحب الاعلانات الخاصة ببناء مئات المستوطنات في القدس المحتلة، تخلص اللجنة الى أن المباحثات المقترحة تعتبر غير ذات موضوع". |
وطالبت "بوقف الاجراءات الاسرائيلية وقفا كاملا قبل اي حديث عن مفاوضات غير مباشرة او مباشرة والربط الكامل بين هذين الامرين".
واكد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي حضر الاجتماع ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابلغني انه لن يدخل في مفاوضات تحت الظروف الحالية".
واضاف موسى ان "الموقف السياسي واوضح، انه لا يمكن استئناف المفاوضات سواء المباشرة او غير المباشرة اذا لم تلغ القرارات الاسرائيلية" بشأن الاستيطان.
وقال موسى في وقت لاحق "المحادثات توقفت بالفعل". وقال في المؤتمر الصحفي "سنرى ما يتوجب علينا عمله بما في ذلك الاجتماع الوزاري او عقد اجتماع اخر لهذه اللجنة في ظرف 24 ساعة او 48 ساعة".
واضاف قوله "نحن الآن ربطنا بين الامرين اما السحب الفوري والتوقف عن الاستيطان او تصبح المفاوضات عبثية لانه ستصبح بذلك المفاوضات من اجل المفاوضات فقط وهذا غير مقبول".
ووبخ جو بايدن نائب الرئيس الامريكي اسرائيل علنا على خطة بناء منازل للمستوطنين قائلا ان ذلك يقوض جهود السلام بعد موافقة الفلسطينيين على اجراء محادثات غير مباشرة بوساطة أمريكية.
وقال بايدن في تصريح لوسائل الاعلام في رام الله بالضفة الغربية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بجواره "يتعين على الطرفين تهيئة مناخ يدعم المفاوضات لا يعقدها".
وأضاف "القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية أمس بالمضي قدما بخطط بناء وحدات سكنية جديدة في القدس الشرقية يقوض هذه الثقة نفسها الثقة التي نحتاجها الان من أجل بدء مفاوضات مثمرة".
ويقول الفلسطينيون والدول العربية ان المباحثات المباشرة التي تطالب بها واشنطن مع اسرائيل لن تكون ممكنة الا اذا أوقفت اسرائيل الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية بالكامل.
ووافقت الجامعة العربية الاسبوع الماضي على اقتراح المباحثات غير المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل الذي تقدمت به الولايات المتحدة الى الجانب الفلسطيني لكن وزراء الخارجية العرب طالبوا بأن تعقد تلك المباحثات لفترة لا تزيد على أربعة أشهر. |